اخبار العراق: ابو صادق الظالمي
الاخ الداعية الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية المباركة..
اظن بعد بلوغي عامي السبعين، انني قد عمرت في العمل الدعوي نصف قرن، (خمسين عاما) بل ويزيد، وساتحدث اليكم باسمي الشخصي في هذه الرسالة، لكي لا اعرض الدعاة الميامين للتهمة، فيما ساقوله من كلام، هو في الحقيقة مصارحة مكشوفة، ولكنه قابل للتفسير من قبلكم، كيفما تشاؤون.
اولا.. جنابك وأغلب الاخوة الذين انسحبوا في مؤتمر كربلاء، قادة للدعوة مدة طويلة، لكم مالكم وعليكم ما عليكم، لكن المؤكد، ان الدعوة، كانت منذ ذلك الوقت البعيد، خصوصا بعد توقف الحرب بين العراق وايران، ان الدعوة كانت في تراجع مستمر.
ونحن كدعاة نلقي بالملامة على الجميع، سواء الجعفري الذي شكل تيار الاصلاح لاحقا، او الاخوة الذين انسحبوا ايضا، او على شخصك الكريم، ولانعذر اي واحد فيكم، فالدعوة مشروع رسالي اكبر منكم جميعا.
ثانيا… بعد السقوط وتوفر الامكانات، واصلتم جميعكم الاهمال، ولكن هذه المرة، رافق الاهمال جد واهتمام بالغ، للحصول على المواقع المهمة في الدولة، اعتبارا من رئاسة الحكم، وما تلاها من مواقع، فزاد (انحدار وانحراف) خط المسير الدعوي بشكل مفزع ومحزن.
ثالثا.. فيما يخصكم كقيادة، انتخبتكم القواعد لتقوموا بادارة العمل الدعوي وانجاحه في ميدان الامة، لكنكم للأسف، غادرتم مواقع القيادة في الامة، الى مواقع المناصب في الدولة، ونحن سعداء جدا لو نجحتم في جبهة الدولة، لانه نجاح للدعاة، لكنكم ربحتم كاشخاص بعض المكاسب في المناصب، وخسرتم كل شيء في الدعوة.
رابعا… ان تقدم القيادة بأجمعها الى المواقع الأولى في الدولة، (خيانة) للدعوة والدعاة، فالدعاة حملوكم مسوولية العمل الدعوي، وليس العمل في الدولة، ولكننا ايضا نعذركم، فالدولة تحتاج للرجال، وانتم منهَ، لكن الغريب وجود نقطتين، انكم سمحتم لانفسكم بدون تخويل من مؤتمر الدعوة ان تتقدموا، للترشيح واستلام المناصب ، بينما كنتم تدققون في احوال الدعاة لو تقدم احدهم للترشيح للمجلس او لاي منصب في الحكومة، وهذا التدقيق عن الشخص، يبدا من اللحظة التي التي تكونت العلقة في رحم امه، حتى تقديمه اوراقه للترشيح، والغريب اننا لانعلم من الذي استثناكم من التحقيق والتدقيق، وايضا من خولكم التحقيق والتدقيق عن بقية الدعاة، فهل لكم ميزان خاص في الدعوة، ولغيركم ميزان اخر؟
خامسا… تطورت الامور في أجواء من التنافس الصخب، والمعارك الفكرية المختلفة، الى انسحاب بعض قيادات الدعوة، ورغم اننا من الداعمين لجنابكم الكريم شخصيا، لكن هذا الدعم كان محفوفا بالامل من قبلنا، بمعنى ان المسيرة ستبدا بمشروع التصحيح، ولكن الذي جرى، ان الدعوة اصبحت تكريسا لاسمكم فحسب، فان قيل حزب الدعوة فمعناه المالكي، وان قيل المالكي فهذا هو حزب الدعوة، وبغض النظر عن صحة الاجراء من عدمه، فان المسؤولية الدعوية ستنفرد بحملها انت فقط، وسيترتب على ذلك، ان نجاح الدعوة سيكون مكسبا شخصيا لك، وان خسارة الدعوة، ستكون مردودا سلبيا على شخصك فقط.
سادسا… ان هذا الواقع القائم فعلا يحتاج منك الاحتياط للمستقبل، بوضع ركائز لحفظ ما تبقى من وجود للدعوة، حتى لا تموت بموتك – اطال الله في عمرك -، بل حتى لايقع صراع عنيف بين الدعاة، لا يقضي على الدعوة فحسب، بل سيكشف ما انطوي عليه المشروع من سوء عميق، بعد رحيل ابنائه الصالحين.
سابعا… لازلتم حتى اللحظة في قيادتكم الجديدة (الهزيلة)، تقدمون اشخاصا الدولة، كانوا اول الامر، من الدعاة المعروفين، لكي يستلموا المناصب، وهم مكررون، وتتغافلون عن الاعداد الكبيرة من الدعاة الاخرين، الذين يتوفرون على كافة اللياقات التي تؤهلهم لاستلام المناصب المهمة، ولذلك اصبح بقية الدعاة على يقين، بان يشكلون الطاقم (المستعبد) الذي تستغله الدعوة، لتحقيق مآرب قياداتها وكوادرها الحزبية المتقدمة فقط، والا فما هو السبب الذي يجعل عملية التدوير، خاصة بافراد معدودين، بينما يهمل المئات من الدعاة وكانهم لا وجود لهم.
فاذا اضفنا اهمال الدعوة لبناء الشخصية الدعوية، والاهتمام بهم ايام الانتخابات، بان لنا بوضوح ان المهم ليس بناء الداعية، وليس الاهتمام بتغيير الوعي الاجتماعي وتطويره، بل الامر كل الامر هو المواقع والمناصب في الدولة.
ثامنا… ومما زاد الطين بلة. ان الدعوة تحولت من الاعتماد على الدعاة المكررين، الى الاعتماد على العلمانيين في خصوص موضوع الترشيح النيابي والمناصبي، فتقدموا على الدعاة، وصار الدعاة يتوسلونهم في انجاز معاملاتهم، او التقرب بواسطتهم للمواقع، وهذا الامر وضع الدعوة في عمق الرشى، واستغلال المناصب، وجمع المال الحرام، سواء وافقت الدعوة على عمل الشخص، او تبرأت منه، والغريب ايضا ان هؤلاء هم بعثيون بمناصب عالية في حزب الاجرام الهدامي، واكثر يصيبهم الذهول حينما يرون هذا البعثي المجرم تحتضنه الدعوة الاسلامية بتاريخها الناصع، وتاريخه الاجرامي، فيصاب الجمهور بالاعياء والاندهاش، والغريب ان هؤلاء يواجهون الدعاة بالاستخفاف والاستهزاء، وما عليك اخي الكريم الا ان تجرب ذلك لتتاكد، فمثلا تجعل مرجع النائب الفلاني الدعوة، وتحدد له مراجعة الداعية فلان للاستشارة، وستجد كيف يتم التعامل الوضيع من قبل النائب البعثي.
تاسعا.. لما رأى جمع من الدعاة ظاهرتين بارزتين تضعفان حزب الدعوة الاسلامية، والتي هي امانة الصدر في اعناقنا جميعا، الظاهرة الأولى : وجود الانحراف في الخط الفكري للدعوة، و وجود الانحدار لكيانها، بما لايمكن لاحد انكاره.
والظاهرة الثانية: وجود التناحر، والتمزق، والتشتت، والاصطفافات،
قامت هذه الثلة المؤمنة، بتشكيل كيان اسموه (الدعاة الميامين)، وهذا الكيان يتبنى الحل للظاهرتين المذكورتين انفا، فقرروا؛ الوقوف بوجه الانحراف و الانحدار، وكذلك الوقوف بوجه الاختلاف.
فالميامين اذن لهم مهمتان واضحتان هما، احدهما يتعلق بمسيرة الدعوة، وهو الاصلاح، والاخر يتعلق بالدعاة وهو المصالحة.
اما الظاهرة الأولى فقد قدموا بشانها ورقة سهلة طيبة مباركة، تتضمن الية اصلاح الدعوة وحمايتها.
واما الظاهرة الاخرى، فقد عمل الميامين على على تقريب القلوب، ورفع شوائب النفوس، سواء بين الافراد او بين الاجنحة.
عاشرا… لقد واجهت هذه المجموعة، عددا من التهم نذكرها مختصرة هنا.
منها.. ان تجمع الميامين ليسوا بدعاة اصلا، فلا معنى لوجودهم، ونقول لو فبلنا هذه التهمة، وان هؤلاء ليسوا بدعاة، ولكنهم يا اخي اناس يقدمون لكم نصيحة وحلولا بالمجان، اعتبروهم من غير ملة، وارادوا النصح فهل ترفضونهم؟
ومنها ان بعضهم ليسوا بدعاة، ولنفرض صحة هذا الكلام، فهذا البعض لايمكنه الاضرار بكم، مادام معهم دعاة، والكلام هنا يشبه الكلام في الاقسام السابقة.
ومنها: ان هؤلاء مكلفون من قبل الاطلاعات، وايضا نستسلم لهذه الفرية، ولكننا نسال؛ لماذا يحرص الاطلاعات على تعديل وضعكم، هل لانهم اعداء لكم، ام محبة منهم، وفي الحالتين لايخل وجودهم بجمال النصيحة.
ومنها.. لوكان الميامين دعاة، اذن لماذا لايقومون بهذه المهمة من داخل الدعوة؟ والجواب: انهم ملوا من الكتابة منفردين اليكم في اخطر الامور، وكنتم تتحاهلون اراءهم وافكارهم وشكاواهم، حتى طاح الفاس بالراس، فلما لم يحيدوا من القيادة والشورى صاغيا، ذهبوا لتكوين تجمع بلغ عدة الاف من كل دعاة العالم، ليكون لهم صوت مدوي، ولاول مرة تسمعون صوتهم، وتجلسون اليهم، لكن من دون ان تنفذوا مطالبهم في الاصلاح والمصالحة.
وكان المفروض، ان قرؤوا مطالبهم بهدوء وروية، لتروا حقيقة الامر، وتتعاملوا مع الميامين بما يمنح الدعوة زخما وقوة، بدل كيل الاتهامات، واغفال اهميتهم، فهم اليوم انشط من الدعوة عملا وتماسكا، والتحاما فكريا، حيث انهم، قسموا انفسهم حلقات عمل متعددة، وقاموا بكثير من الفعاليات الدعوية، دون ان يعلم الجمهور بوجة. نظرهم المختلفة مع الدعوة الان.
ومنها… انهم يبحثون عن مواقع ومناصب في الدعوة والدولة، ونحن ايضا لانرد هذا الادعاء، بل نقبله كما قبلنا الاتهامات السابقة، ونقول؛ ماهو الخطأ لو فرضنا اننا نريد مواقع في الدعوة او في الدولة؟ لماذا هي حرام علينا، حلال لكم؟
هل لكم كفاءات استثنائية لاوجود لها في غيركم؟
هل شهادات انتم جميعا اعلى شهادات منهم، فكلكم مثلا ماجستير ودكتوراه وهم ليس كذلك؟
هل جنسكم البشري افضل من جنسهم، هل لياقاتكم الادارية احسن من لياقاتهم؟
وهل وهل وهل..؟
فانتم جميعا وتحت قيادتكم حدث الانحدار، وانتم وتحت قيادتكم حدث الانحراف، وانتم وتحت قيادتكم حدث التنازع، وانتم وتحت قيادتكم حدث الانشطار، وانتم وتحت قيادتكم كررتم عددا محددا للمناصب رغم فشلهم، وانتم تحت قيادتكم جئتم بالبعثيين ليضحكوا على الدعاة؟
وانتم تحت قيادتكم اضطررتم الكثير من الدعاة لترك الدعوة، وانتم تحت قيادتكم لم تنصتوا لصوت العدد الكبير من اخوتكم الدعاة الميامين، وانتم تحت قيادتكم لم تنصفوا المظلومين من الدعاة، ولم تزوروا عوائل الشهداء، ولم تسألوا عن داعية مقعد او مريض، او عاجز او فقير، وانتم الذين اهملت الامة وهي لب عملكم، ووانتم الذين لم تدافعوا حتى عن ترفيع ضباطكم مما جعل كل وزير في الداخلية او الدفاع يهملهم، ويمنع عنهم المناصب لكي لا يترفعوا رتبة اعلى، وانتم الذين لاترغبون بالاصغاء لصوت اخوتكم اينما حلوا او رحلوا. انتم الذين تحضرون مآتم الكبار في الدولة، وانتم الذين لاتصلون لاهل الدين من الدعاة بل ولاتحترمونهم. وانت بالذات تقفل على الدعاة خطك، فلايمكن الاتصال بك لاي طاريء يحصل لداعية.
اخي الامين العام للحزب، ليس لنا معك ثأر، ولاتوجد عليك في انفسنا حزازة، وليس لنا اي مطلب شخصي، بل نحن حريصون عليك كما نحرص على الدعوة المباركة، فانزل الينا من برجك، ولاتقل ليس لي برج، وتعاطى مع اخوتك، فلقد انتظرنا سبع سنين عجاف، لانخاطبك بسبب الأوضاع التي كانت تهدد الجميع، ولم نكن نرغب في ازعاجك والقيادة، اما الان وقد هدات العاصفة واستقرت الأمور فليس لك ولا للقيادة عذر، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
رسالة شخصية لا دخل للميامين بها