اخبار العراق: السلوك الامريكي تجاه العراق تغير مؤخرا بعد إدراك واشنطن أن الفوضى والعنف قادت الى دخول القوى السياسية الى ساحات التظاهر وخطف اللعبة من يدها، وإعادة الوهج للمرجعية كقوة أولى في توجيه بوصلة القرار العراقي، وان إضعاف الدولة بالعنف أعاد العشائر بصوت واحد “لا لمريكا ولا لسعود”.
تحول التظاهرات الى حلبة صراع محاور يتصدرها سائرون الذي يكن العداء لأمريكا، والفتح الذي يضم قوى الحشد وأخرى موالية لإيران، زاد قلق واشنطن لاستبعادها احتمال الصدام وترجيحها التوافق مستقبلا على مرشح لرئاسة الوزراء لايخدم مشروعها. لذلك تحول رهانها الى التغيير السياسي الناعم عبر عدة توجهات:
أولا- ضاعفت من تدخلاتها وضغوطها المباشرة، وغير المباشرة عبر ممثلة الأمم المتحدة وحلفائها الأوروبيين في تحديد ملامح بديل لعبد المهدي يحفظ دورها ويتكيء على ذراعها، وقانون انتخابات يكفل تغييرا كبيرا بالمنظومة السياسية الشيعية المخضرمة، ويفقدها الكثير من نفوذها في الدولة.
ثانيا- إعادة اللعب بالورقة الأمنية في المناطق المحررة لضمان نفوذ عسكري قادر على استنزاف قوة الحشد والحد من نفوذه، وابعاده عن مسرح الحراك السياسي في الوسط والجنوب، واعادة توازنات القوة لتلك المحافظات. فضلا عن تعزيز قوة الردع الامريكي للتمدد الايراني غربا.
ثالثا- استثمار القطبين “الاكراد والسنة” في التأثير السياسي على قرارات بغداد، في رسم معالم خارطة جديدة للدولة العراقية التي تنتظرها ملفات جديدة ساخنة ومعقدة.
رابعا- استثمار قوة جيوشها الاعلامية التي نجحت في قيادة العقل الجمعي للشارع العراقي، في ضرب الرموز الشيعية “بما فيها المرجعية” وبعض الرموز السنية المؤثرة في المشهد السياسي، بما يشد الخناق على حراكها ويحجم ادوارها، فالاعلام هو السلاح الأشد فتكا بيد واشنطن، وستستثمره في كل المراحل.
وكالات